كثيرا ما نسمع بعض الناس يشكون من مشاحنات أحد أطفالهم مع إخوته فى البيت أو زملائه فى المدرسة أو أقرانه فى أى مكان يتواجد فيه .. وقد يذهب البعض إلى القول بأن طفلهم هذا يهوى المشاكل ويستمتع بما يسببه من مشادات .
وعندما يلجأ إلينا أحد الناس فى مثل هذه المشكلة فإن أول سؤال نوجهه له عما إذا كان هذا الطفل قد صدر ضده سلوكيات أو تجارب عدوانية من أطفال آخرين لأنه بدوره لابد وأن يتكون لديه ميل لإرتكاب نفس الممارسات العنيفة أو السلوكيات العدوانية لفرض إرادته على الأقران حيث يكون قد ترسخ لديه مفهوم خاطئ - من واقع تجاربه - أن القوة هى الأسلوب الأمثل للتعامل مع المشكلات أو لفرض إرادته على الآخرين .
وهذا بدوره يقودنا إلى السؤال التالى وهو عما إذا كان هذا الطفل يتأقلم مع أقرانه فى الألعاب الجماعية أو أنه لا يحب أن يلعب مع غيره من الأطفال فى مجموعات .. وفى أغلب الحالات نتلقى إجابة تكاد أن تكون واحدة وهى أنه يكون متلهفا على اللعب مع أقرانه فى البداية ثم سرعان ما تبدأ المشاكل .
وهناك أسئلة أخرى لابد أن تطرح نفسها سنأتى إليها لاحقا إلا أننا لا يمكن أن نعفى الأهل من تحمل الجزء الأكبر من المسئولية فى مثل هذه المشكلة وخاصة ما يتعلق بالغذاء الذى يتناوله طفلهم .. ومن المعروف أن التغذية السليمة تساعد على تقليل العنف وخاصة تلك الأغذية التى تحتوى على مضادات الأكسدة والتى تحتوى أساسا على فيتامين أ والتى تتوافر فى الحليب ومنتجات الألبان بصفة عامة وكذلك البيض وبعض النباتات مثل التوت والخرشوف والقراصية .. ولا يمكننا هنا أن نغفل عسل النحل والذى يحتوى على مواد طبيعية مفيدة ومنشطة لكل خلايا الجسم .. ومن المتعارف عليه علميا أن كل هذه الأصناف تعمل على تحسين مزاج الأطفال ولها قدرة فى مساعدتهم على التخلص من الضغوط النفسية وبالتالى فى نبذ العنف فى التعامل مع الأقران فى التجمعات مثل المدرسة أو النادى .. وعلى أقل تقدير ستساعد على تعديل السلوك داخل البيت .
وعن الأغذية أيضا نقول إن ترك الأطفال يتناولون وجبات الأطعمة السريعة فى المطاعم التى إنتشرت كما النار فى الهشيم فى جميع الأنحاء مثل " البرجر " و" البيتزا " و " البطاطس المحمرة" ومثيلاتها بكل ما تملك تلك المطاعم من وسائل للدعاية وهدايا ومغريات جميعها موجهة أساسا للأطفال بحيث لا يستطيعون إلا الإستجابة لها وتناول هذه الأطعمة بشراهة وترك الأكلات المنزلية .
أما الطامة الكبرى فهى ما يصاحب " بالضرورة " تلك الوجبات من مشروبات غازية أصبح يدمنها جميع الأطفال تقريبا ويتناولونها بإفراط وهو الأمر الذى يؤدى إلى الإضطرابات العصبية نظرا لتسبب هذه المشروبات فى إنخفاض فى نسبة البوتاسيوم فى الدم مع إرتفاع فى نسبة الكوليسترول .. وكلها من الناحية الطبية مقدمات حتمية للإصابة بمرض السكر مستقبلا .
وتأسيسا على ذلك فإن زيادة الوزن ستكون نتيجة منطقية لتناول تلك الأطعمة وهاتيك المشروبات .. فإذا ما أضفنا إلى كل هذا عدم ممارسة الرياضة بإنتظام فإن المحصلة لكل هذه المقدمات ستكون كارثية لهذا الجيل من الأطفال متمثلا فى البدانة والأمراض المحتملة كما أسلفنا بالإضافة إلى العنف الذى تناولناه فى بداية هذا المقال .
هل هناك أسباب أخرى للعنف ؟ وما هو السبيل إلى حل تلك المعضلة ؟ .
هذا ما سنتناوله فى مقالنا القادم بحول الله .

|
|
|
;dt hjuhlg lu 'tgn hgukdt