![]() |
|||
نفحات قرآنية يعتني بعلوم القرآن الكريم وتفسيره والإعجاز في كتاب الله تعالى |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]()
الجــزء الثانــى
وفي الصفحات الأخيرة تتنزل آية يضج منها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين خوفاً وهلعاً ... " لله مافي السموات ومافي الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " لما نزلت هذه الآية أتى الصحابة النبي صلى الله عليه واله وسلم يبكون قالوا يا رسول الله أمرنا الله بالصلاة والصيام والزكاة فصبرنا وامتثلنا .. لأننا كلفنا بما نطيق ولكن هذا تكليف بما لا نطيق .. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تكونوا كبني اسرائيل مع موسى قالوا سمعنا وعصينا ولكن قولوا سمعنا وأطعنا فلما قالوها ورددوها وأكثروا منها ورضيتها أنفسهم.. مدحهم الله بقوله في آية عظيمة "آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير" وأردف رب العالمين آية المدح تلك بآية التخفيف "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " لذلك اخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا فيما يخص الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة بقوله " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " اي كفتاه الهموم والأحزان، او كفتاه سائر القربات إلى تعالى، وهذا دليل شرف كبير لهاتين الآيتين الكريمتين وفي الختام كان دعاء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين "ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا " أي لا تعاملنا يا رب كما عاملت بني اسرائيل فتغضب علينا عندما نسوا التكليف ولا تعاملنا كآدم عندما أخطأ وعصاك فتطردنا من جنتك " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا" والإصر هنا هو الحمل الثقيل الذي لا يطاق حمله ويقصد به ما أمر به الله بني اسرائيل ليقبل توبتهم عندما قال لهم "فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا أنفسكم " "ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين" وكأن من يقرأ هاتين الآيتين العظيمتين في اخر سـورة البقرة يجد خلاصة دعوة الله لعباده وما كان منهم على مر العصور .. لنجد المؤمنين ذوي اللب منهم قد وعوا الدرس وعرفوا الطريق بالأمثلة المعروضة عليهم فعلموا، أن لا ملجأ من الله الا إليه، ولا نصر ولا فلاح الا بالتوكل عليه والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على المختار سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين لكم خالص تحياتى وتقديرى الدكتور علـى حســــن المصدر: مملكة صفا القلوب - من قسم: نفحات قرآنية hgado hgauvh,d d;jf uk s,vm hgfrvm ( hg[.x hgehkn ) |
الشيخ الشعراوي يكتب عن سورة البقرة ( الجزء الثانى )
|
|