مملكة صفا القلوب

مملكة صفا القلوب (http://www.ashqhrof.com/vb/index.php)
-   يحكى ان (http://www.ashqhrof.com/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   قصة: "مفاتيح الزمان" (http://www.ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=1630)

اجواء 05-17-2025 11:41 AM

قصة: "مفاتيح الزمان"
 
في قرية صغيرة نائية تقع بين تلالٍ عالية، كان يعيش شاب يُدعى أمين. كان أمين مزارعًا بسيطًا يعيش مع أسرته في كوخ صغير عند أطراف القرية. رغم الحياة البسيطة التي عاشها، كان يمتلك أمين شغفًا كبيرًا بالكتب والمطالعة، وكان يحب قضاء أوقاته في قراءة القصص القديمة التي تتحدث عن السحر والزمان والمكان.

في أحد الأيام، بينما كان أمين يطارد أحد الحيوانات الهاربة عبر الجبال، اكتشف شيء غريب. كان هناك صندوق خشبي قديم مخبأ تحت شجرة ضخمة. وكان الصندوق مغطى بالغبار والأوساخ، وعندما فتحت الغطاء، وجد داخله مفاتيح معدنية قديمة، بعضها كان يحمل رموزًا غريبة ونقوشًا غير مفهومة.

حمل أمين المفاتيح وأخذها إلى منزله، وعكف على فحصها طوال الليل. وفي اليوم التالي، قرر أن يستعين بمكتبة القرية الصغيرة التي تحتوي على كتب قديمة عن تاريخ المنطقة. بعد أيام من البحث، اكتشف أمين أن هذه المفاتيح كانت تحمل مفتاحًا لفتح بوابات الزمن، وأن هذه البوابات كانت تستخدم في الماضي للسفر عبر العصور والأماكن المختلفة.

بينما كان يقرأ عن هذه البوابات، شعر أمين بشيء غريب يتسلل إلى قلبه. كانت فكرة السفر عبر الزمن مغرية جدًا، لكنه في الوقت نفسه كان يشعر بالخوف من المجهول. لكن الفضول غلبه في النهاية، وقرر أن يختبر إحدى هذه المفاتيح.

في تلك الليلة، وقف أمين أمام المرآة القديمة في منزله، حيث كانت هناك دائرة غامضة تظهر عندما وضع المفتاح في الجفن العلوي للمرآة. وبمجرد أن أدخل المفتاح، بدأت الدائرة تتوهج، وظهر أمامه باب ضخم يشع ضوءًا ساطعًا. دون تفكير، دخل أمين من الباب.

فجأة، وجد نفسه في مكان غريب تمامًا. كانت السماء مظلمة، والأرض مغطاة بكثبان من الرمل. وفي الأفق البعيد، كانت هناك أضواء تلمع، وكأنها تُرسل إشارات. شعر أمين بالدهشة، ولكن في نفس الوقت شعر بنشوة اكتشاف عالم جديد.

ولكن الأمور لم تكن كما بدا. في هذا الزمن، كان هناك مخلوقات غريبة تسكن المكان، بعضها كان يبدو ودودًا والبعض الآخر كان ينظر إليه بنظرات غامضة. كما اكتشف أمين أن هناك حربًا دامية بين اثنين من العوالم التي يعيش فيها الكائنات، وأن مفاتيح الزمن التي كان يحملها يمكن أن تكون سلاحًا قويًا.

بعد أيام من تجواله في هذا العالم الغريب، قابل أمين رجلًا مسنًا يُدعى الشيخ زكريا، الذي أخبره بأن المفاتيح التي بحوزته كانت تمثل القوة التي يجب أن تُستخدم بحذر. وأوضح له أن هذه المفاتيح يمكنها إغلاق البوابات وفتحها، ولكن يجب أن تكون هناك نية صافية ومقصد نبيل عند استخدامها، وإلا فإنها قد تؤدي إلى تدمير العوالم.

تعلم أمين الكثير من الشيخ زكريا عن كيفية استخدام المفاتيح بحكمة، وبدأ في مساعدة الكائنات في هذا العالم على حل النزاع الذي كان قائمًا بينها. ومع مرور الوقت، بدأ أمين يكتشف أنه ليس مجرد مسافر عبر الزمن، بل كان عليه أن يكون حارسًا لهذه المفاتيح، ليضمن أن تظل البوابات محمية من الأطراف غير الحكيمة.

بينما كان أمين يكتشف أعماق هذا العالم، بدأت في قلبه أسئلة جديدة حول سبب وجوده هنا، وهل هناك علاقة بينه وبين هذا العالم، وهل هو مجرد زائر أم أنه كان قد جُلب إلى هنا لمهمة أكبر بكثير مما كان يتخيل.

وفي النهاية، اكتشف أمين أن هذه البوابات كانت قد أُغلقت منذ آلاف السنين بسبب كارثة كانت قد دمرت العديد من العوالم. وكان عليه أن يحارب الشر الذي يسعى إلى إعادة فتحها، وإلا فإن عوالم أخرى ستنهار وتختفي إلى الأبد.

وبعد معركة طويلة وشيقة، استطاع أمين أن ينجح في إغلاق البوابة الأخيرة، مستعيدًا السلام بين العوالم.

ولكنه، وفي لحظة وداع، شعر أن الرحلة لم تنته بعد. فبإحدى المفاتيح التي بقيت معه، كانت هناك بوابة أخرى لم يكتشفها بعد... هل كان هناك عالم آخر ينتظره؟

النهاية


الساعة الآن 11:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع الحقوق محفوظة ل مملكة صفا القلوب