ننتظر تسجيلك هـنـا


العودة   مملكة صفا القلوب > الملتقى الاسلامي > نفحات من السنة النبوية
التسجيل التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

نفحات من السنة النبوية سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته والأحاديث النبويه

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات الفارس
اللقب
المشاركات 12478
النقاط 120
بيانات صفا القلوب
اللقب
المشاركات 5064
النقاط 510

فضائل الصبر في السنة النبوية المباركة (1)

1- أفضل ما يهب الله للإنسان نعمة الصبر: فقد أخرج الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما رُزقَ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم يوم أمس, 07:15 PM
اسير الذكريات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 14
 تاريخ التسجيل : Apr 2025
 فترة الأقامة : 7 يوم
 أخر زيارة : اليوم (12:14 AM)
 المشاركات : 15,801 [ + ]
 التقييم : 120
 معدل التقييم : اسير الذكريات will become famous soon enoughاسير الذكريات will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي فضائل الصبر في السنة النبوية المباركة (1)






1- أفضل ما يهب الله للإنسان نعمة الصبر:

فقد أخرج الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما رُزقَ عبدٌ خيرًا له ولا أَوسعَ من الصبرِ"؛ (صحيح الجامع: 5626) (الصحيحة: 448).



يقول المناوي رحمه الله في "فيض القدير: 5/ 447" في شرحه لهذا الحديث:

"لأنه إكليلٌ للإيمان، وأوفر المؤمنين حظًّا من الصبر، أوفرهم حظًّا من القرب من الرب، والصبر رزق من الله لا يستبد العبد بكسبه، وما يضاف إلى كسب العبد هو التصبُّر، فإذا حمل على نفسه التصبر أمده الله بكمال الصبر، وفي الخبر "من يتصبر يصبره الله"، فإذا رزقه الصبر كان أوسع من كل نعمة واسعة؛ لأنه يُسهل بالصبر جميع الخيرات وترك المنكرات، وتحمُّل المكروهات المقدرات والرزق المشار إليه رزق الدين والإيمان"؛ اهـ.



2- من يتكلف الصبر يرزقه الله إياه، ويكون له سجية وطبع حيث لا يشق عليه:

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".



- وفي رواية: "ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".



والتصبر هو تكلُّف الصبر، والمعنى: فإذا صبَّرت نفسك وألزمتَها ذلك، صار ذلك سجية لها لا يشق عليها.



وقال السندي رحمه الله في "حاشيته على النسائي: 5/ 96": "أي يتكلف في تحمل مشاق الصبر، وفي التصبُّر بباب التكلف إشارة إلى أن تكملة الصبر تحتاج في الحصول إلى الاعتبار، وتحمل المشاق من الإنسان"؛ اهـ.



وقال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي: 6/ 170": "أي يطلب توفيق الصبر من الله تعالي؛ لأنه قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ﴾ (النحل: 127)، أو يأمر نفسه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقه.



وقوله: "يصبره الله"، قال السندي: من التصبير؛ أي جعله صابرًا؛ اهـ.



وقال المباركفوري رحمه الله: أي يسهل عليه الصبر؛ اهـ.



وقال القاري رحمه الله: وذلك لأن مقام الصبر أعلى المقامات؛ لأنه جامع لمكارم الصفات والحالات؛ ولذا قُدِّم على الصلاة في قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ﴾ (البقرة: 45).



ومعنى كونه أوسع أنه تتَّسع به المعارف والمشاهد والأعمال والمقاصد؛ اهـ؛ (تحفة الأحوذي: 6/ 170).



3- الصبر ضياء:

فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".



قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: 3/ 103": "المراد أن الصبر محمود، ولا يزال صاحبه مستضيئًا مهتديًا مستمرًّا على الصواب"؛ اهـ.



وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "جامع العلوم والحكم: 2/ 24": وأما الصبر؛ فإنه ضياء، والضياء: هو النور الذي يحصل فيه نوعُ حرارة وإحراق؛ كضياء الشمس، بخلاف القمر، فإنه نور محض، فيه إشراق بغير إحراق؛ قال الله عز وجل: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا ﴾ (يونس: 5)، ومن هنا: وصف الله شريعة موسى بأنها ضياء؛ كما قال: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ (الأنبياء: 48)، وإن كان قد ذكر أن في التوراة نورا؛ كما قال: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾ (المائدة: 44)، ولكن الغالب على شريعتهم الضياء؛ لما فيها من الآصار والأغلال والأثقال، ووصف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بأنها نور؛ لما فيها من الحنيفية السمحة؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴾ (المائدة: 15)، وقال: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (الأعراف: 157).



ولما كان الصبر شاقًّا على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها، وكفها عما تهواه - كان ضياءً، فإن معنى الصبر في اللغة: الحبس، ومنه قتل الصبر: وهو أن يحبس الرجل حتى يقتل"؛ اهـ.



وقيل: قوله: "ضياء" يعني في ظلمة القبر؛ لأن المؤمن إذا صبر على الطاعات والبلايا في سعة الدنيا، وعن المعاصي فيها جازاه الله بالتفريج والتنوير في ضيق القبر وظلمته.



4- السعيد من رزقه الله نعمة الصبر:

فقد أخرج أبو داود عن المقداد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، ولمن ابتُلِيَ فصبر"؛ (صحيح الجامع 1637).



5- أفضل الإيمان: الصبر والسماحة:

فقد أخرج الإمام أحمد من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، من معك على هذا الأمر؟ قال: "حر وعبد"، قلت: ما الإسلام؟ قال: "طيب الكلام، وإطعام الطعام"، قلت: ما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة[1]"، قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: " خلق حسن"، قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت"، قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: " أن تهجر ما كره ربك"، فقلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من عقر جواده[2]، وأهريق دمه[3]"، قلت: أي الساعات أفضل؟ قال: "جوف الليل الآخر".



ورواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه قال: "قيل: يا رسول الله! أي الإيمان أفضل؟، قال: "الصبر والسماحة"، قال ابن القيم رحمه الله: "وهذا من أجمع الكلام وأعظمه برهانًا وأوعبه لمقامات الإيمان من أولها إلى آخرها، فإن النفس يراد منها شيئان: بذل ما أمرت به وإعطاؤه، فالحامل عليه السماحة وترك ما نهيت عنه والبعد منه فالحامل عليه الصبر".



6- من رُزق الصبر رزقه الله الرضا وراحة البال:

فقد أخرج البخاري معلقًا في كتاب التفسير عن علقمة رحمه الله أنه قال في قوله تعالى: ﴿ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ (التغابن: 11)، قال: "هي المصيبة تصيب الرجل، فيعلم أنها من عند الله فيرضَى ويُسَلِّم".



وقد روى ابن أبي شيبة بإسناده عن ثابت البناني رحمه الله قال: إن صلة بن أشيم كان في غزاة هو وابن له، فقال لابنه: أي بني تقدم فقاتل حتى أحتسبك عند الله، فحمل فقاتل حتى قُتِل، ثم تقدم صلة فقُتِل، فاجتمعت النساء عند امرأته معاذة العدوية؛ فقالت: مرحبًا إن كنتن جئتن لتهنيني فمرحبًا بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن؛ (تسلية أهل المصائب ص35).



فمن صبر على البلاء والمصيبة، انقلبت محنته منحةً عظيمة، واستحالت بليته عطية جسيمة، وصار ما كرهه محبوبًا، وللأجور العظيمة حائزًا مصيبًا، ولذلك جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما كما عند الإمام أحمد: "واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا".



7- من رُزق الصبر؛ فقد رزقه الله الخير الكثير:

قال تعالى: ﴿ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (النساء: 25)، وأخرج الترمذي من حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أنَّ رجلًا ضريرَ البَصرِ أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: ادعُ اللَّهَ أن يعافيَني قالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شئتَ دعوتُ، وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ..."؛ (صحيح الترمذي: 3578) (صحيح الجامع: 1290).



الشاهد هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ".



وأخرجه ابن خزيمة والطبراني والحاكم في المستدرك عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه بلفظ: "أنَّ رجلًا ضريرًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيَّ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يعافيَني. فقال: إنْ شئْتَ أخرْتُ ذلك فهوَ أفضلُ لآخرتِكَ، وإنْ شئْتَ دعوْتُ لكَ قال: لا بلْ ادعُ اللهَ لي، فأمرَهُ أنْ يتوضأَ وأنْ يصليَ ركعتينِ، وأنْ يدعوَ بهذا الدعاءِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ، إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتُقضى، وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيّ، قال: فكان يقولُ هذا مرارًا، ثم قال بعدُ - أحسبُ أنَّ فيها: أنْ تُشفعَني فيه - قال: ففعلَ الرجلُ فبرأَ[4]".



وأخرج الإمام مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".



وفي رواية: "عجبًا للمؤمن، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته سراء فشكر كان خيرًا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرًا له".



فإن الله تعالى إنما خلق خلقه للابتلاء والامتحان، فيستخرج منهم عبودية السراء وهي الشكر، وعبودية الضراء وهي الصبر، وهذا لا يتم إلا بأن يقلب الله الأحوال على العبد، حتى يتبين صدق عبوديته لله تعالى، وإذا كان المرء مؤمنًا حقًّا، فإن كل أمره خير، فإنه إن كان في سراء شكر فكان خيرًا له، وإن كان في ضراء صبر فكان خيرًا له.



8- الصبر يكون على قدر البلاء:

وهذا من نعم الله على العبد أنه سبحانه يُنزل عليه الصبر بقدر احتسابه على البلاء.



فقد أخرج البزار بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المعونة تأتي من الله على قدر المئونة، وإن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء"؛ (الصحيحة 1664).



9- بالصبر ينال الإنسان مراده:

ليس هناك سلاح أجدى نفعًا من الصبر؛ إذ به تهون كل المصاعب، فهو طريق النجاح، وسُلم الفلاح في الدنيا والآخرة، وما تحلَّى به عابد إلا وصل، وما تمسك به أحد إلا ظفر، وتحقَّقت أغراضه، لولاه ما جنى الزارع ثماره، ولا نال طالب شهادة، ولا توصل باحث إلى مراده، فقوام النجاح وعماد الفلاح هو الصبر، وهو سبيل الارتقاء إلى الدرجات العُلى في الحياة وبعد الممات.



قال أحدهم:

الصبر مثل اسمه مُرٌّ مذاقته
لكن عواقبه أحلى من العسل
(مدارج السالكين: 2/ 158)


وقال آخر:

لا تحسب المجد تمرًا أنت آكلُه
لنْ تبلغَ المجدَ حتَّى تلعقَ الصَّبْرَ



وقال محمد بن يسير-رحمه الله-:

إن الأمور إذا انسدت مسالكها
فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا[5]
لا تيئَسن وإن طالت مطالبه
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أخلق[6] بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
وقل من جدَّ في أمر يحاوله
واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
(أدب الدنيا والدين ص 458)



10- النصر لا يكون إلا مع الصبر:

فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنتُ رديفَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: " يا غلَّامُ - أو يا بنيَّ - ألا أعلِّمكَ كلماتٍ ينفعكَ اللَّهُ بهنَّ؟ فقلتُ: بلى فقالَ: "احفظِ اللَّهَ يحفظكَ، احفظِ اللَّهَ تجدهُ أمامَكَ تعرَّف إليهِ في الرَّخاءِ يعرفُكَ في الشِّدَّةِ إذا سألتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعنتَ فاستعن باللَّهِ قد جفَّ القلمُ بما هوَ كائنٌ فلو أنَّ الخلقَ كلَّهم جميعًا، أرادوا أن ينفعوكَ بشيءٍ لم يقضهِ اللَّهُ لكَ لم يقدروا عليهِ، وإن أرادوا أن يضرُّوكَ بشيءٍ لم يقضهِ اللَّهُ عليكَ لم يقدروا عليهِ، فاعمل للَّهِ بالشُّكرِ واليقينِ، واعلم أنَّ الصَّبرَ على ما تكرهُ خيرٌ كثيرٌ وأنَّ النَّصرَ معَ الصَّبرِ وأنَّ الفرجَ معَ الكربِ وأنَّ معَ العسرِ يسرًا".



وقفة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأنَّ النَّصرَ معَ الصَّبرِ"؛ جاء في كتاب "الفوائد" لابن القيم رحمه الله ص269 ما نصه: "سأل رجل الشافعي فقال: يا أبا عبد الله، أيما أفضل للرجل أن يُمكَّن فيشكر، أو يُبتلى فيصبر؟ فقال الشافعي: لا يُمَكَّن حتى يُبتلى، فإن الله ابتلى نوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدًا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أن يخلص من الألم البتة".



وصدق الله تعالى حيث قال: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَأ الْمُرْسَلِينَ ﴾ (الأنعام: 34).



11- الصابر المحتسب له أجر شهيد:

فقد أخرج البخاري من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا[محتسبًا]، يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ".



12- الصابر في زمن الفتن والشهوات له أجر خمسين شهيدًا من الصحابة:

فقد أخرج الطبراني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانَ صَبْرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِ أَجْرُ خَمْسِينَ شَهِيدًا"، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: "مِنْكُمْ"؛ (صحيح الجامع: 2234).



وفي رواية أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه: " قيل: يا رسولَ اللهِ أجرُ خمسين رجلًا منا أو منهم قال بل أجرُ خمسين منكم"؛ (صحيح الترغيب: 3172).



وفي رواية عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَخِي بَنِي مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ"، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: "بَلْ مِنْكُمْ"؛ (صححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 494).



13- الصبر جزاؤه الجنة:

فقد أخرج البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما:

"ألا أريك امرأة من أهل الجنّة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأةُ السوداءُ أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّي أصرعُ وأتكشّف، فادع اللَّه لي. قال: "إن شئتِ صبرت ولك الجنة، وإن شئتِ دعوتُ اللَّه أن يعافيَك"، قالت: أَصْبر. فقالت: إني أتكشفُ فادعُ اللَّه ألا أتكشّف".



قال ابن حجر رحمه الله: "في هذا الحديث أن الصبر على البلاء يورث الجنة، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة، ولم يضعف عن التزام الشدة، وفيه جواز ترك التداوي، وأن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنفع من العلاج بالعقاقير"؛ اهـ.



أخرج البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ"، وفي رواية: "حُجِبَتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ، وحُجِبَتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ".



فكيف يدخل الإنسان منا الجنة بدون صبر على المكاره؟ وكيف يقي نفسه النار دون صبر عن الشهوات؟ وتجد في هذا الحَديثِ أن رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخبِرُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قدْ حَجَبَ النَّارَ وسَتَرَها بالشَّهَواتِ، فلا يُوصَلُ إلى النَّارِ إلَّا بتَعاطي الشَّهَواتِ؛ إذْ هي مَحجوبةٌ بها، فمَن هَتَكَ الحِجابَ وَصَلَ إلى المَحجوبِ ووَقَعَ فيه. وقدْ حَجَبَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الجَنَّةَ بالمَكارِه، والمُرادُ بالمكارِهِ ما أُمِرَ المُكلَّفُ به؛ كمُجاهَدةِ النَّفْسِ في العِباداتِ، والصَّبرِ على مَشاقِّها، والمُحافَظةِ عليها، واجتِنابِ المَنهيَّاتِ، وكَظْمِ الغَيظِ، والعَفْوِ والحِلْمِ، والصَّدَقةِ، والإحسانِ إلى المُسيءِ، والصَّبرِ عن الشَّهَواتِ، ونَحوِ ذلك. وأُطلِقَ عليها مَكارِهُ؛ لِمَشَقَّتِها على العامِلِ، وصُعوبَتِها عليه. وفي هذا تَحذيرٌ مِن اتِّباعِ الشَّهَواتِ، وحَثٌّ على الصَّبرِ على المَكارِه؛ لِأنَّه الطَّريقُ إلى الجَنَّةِ. وفي الحديث: الأمرُ بالابتعادِ عن الشَّهواتِ؛ لأنَّها الطَّريقُ إلى النَّارِ، والصَّبرِ على المَكارهِ؛ لأنَّها الطَّريقُ إلى الجنَّةِ.



وأخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه [7] فصبر عوضته منهما الجنة ".



وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: رمدت عيني فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرمد، فقال: "يا زيد بن أرقم إن كان عينك لما بها [8] كيف تصنع؟ فقلت: أصبر وأحتسب، قال: "يا زيد بن أرقم إن كان عينك لما بها ثم صبرت واحتسبت دخلت الجنة".



وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: يقولُ اللَّهُ تَعالَى: "ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ".



وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن اللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه ليس للِعَبْدِ المؤمِنِ عِندَ اللهِ سُبحانَه جَزاءٌ وثَوابٌ وأجرٌ، إذا قبَضَ ونزعَ رُوحَ صَفِيِّه، وهو الحبيبُ المُصافي؛ كالولدِ والأخِ وكلِّ مَن أحَبَّه الإنسانُ،" مِن أهلِ الدُّنيا ثمَّ احتسَبَه "، أي: صبَرَ على ذلك راجيًا الثَّوابَ مِن اللهِ سُبحانَه إلَّا الجنَّةُ" (انظر فتح الباري: 11/ 242).



وأخرج الترمذي عن أبي سنان قال: دفنت ابني سنانًا وأبو طلحة الخولاني جالس عند شفير القبر، فلما فرغت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده[9]؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد".



فسبحان من ينعم بالبلاء.



فليعلم المصاب أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة، أضعاف ما يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه، ويكفيه في ذلك بيت الحمد الذي يُبنى له في الجنة على حمده واسترجاعه على مصيبته، فلينظر أي المصيبتين أعظم، مصيبته العاجلة بفوت محبوبه، أو مصيبته بفوات بيت الحمد في جنة الخلد؟



فنعم للصبر ولا للجزع:

وليعلم المبتلى أن الجزع لا يرد المصيبة ولا يرفعها، بل يضاعفها، وهو في الحقيقة يزيد في مصيبته، بل لا بد أن يعلم المُبتلى أن الجزع يشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويغضب ربه، ويسر شيطانه، ويحبط أجره، ويضيق نفسه، وإذا صبر واحتسب أخزى شيطانه، وأرضى ربه وسر صديقه.



تنبيه: هذا الجزاء الذي وعد به الملك الوهاب في الأحاديث السابقة؛ يكون لمن صبر عند الصدمة الأولى.



فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله سبحانه: ابن آدم! إن صبرتَ واحتسبتَ عند الصدمة الأولى؛ لم أرض لك ثوابًا دون الجنة"؛ (صحيح الجامع: 8243).



قال بعض الحكماء: العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام، ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم.



إذا أنت لم تسلُ اصطبارًا وحسبة
سلوت على الأيام مثل البهائم



وأخرج البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".



جاء في شرح السنة: 5/ 148: "والصبر المحمود والمأجور عليه صاحبه هو ما كان عند الصدمة الأولى فور مفاجأة المصيبة وحموتها؛ لأنه إذا طالت الأيام وقع السلو، ونقص الأجر أو لم يؤجر، ودل على ذلك الحديث السابق؛ اهـ.



وصدق الشاعر حيث قال:

ما أحسن الصبر في موطنه
الصبر في كل موطن حسن
حسبك من حسنة عواقبه
عاقبة العبد ما لها ثمن


قال ابن القيم رحمه الله: كل أحدٍ لا بد أن يصبر على بعض ما يكره: إما اختيارًا وإما اضطرارًا، فالكريم يصبر اختيارًا لعلمه بحسن عاقبة الصبر، وأنه يُحمد عليه ويذم على الجزع، وأنه إن لم يصبر لم يرد عليه الجزع فائتًا ولم ينتزع عنه مكروهًا، وإن المقدور لا حيلة في دفعه، وما لم يقدر لا حيلة في تحصيله فالجزع ضره أقرب من نفعه، فإذا كان آخر الأمر الصبر والعبد غير محمود، فما أحسن به أن يستقبل الأمر في أوله بما يستدبره الأحمق في آخره.



ويعلم المبتلى كذلك أن ما يعقبه الصبر والاحتساب، من اللذة والمسرة أضعاف ما يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه، وقد أخرج الترمذي بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهلُ البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض"؛ (صحيح الجامع: 8177).



وفي رواية: "يود ناس لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء".



فالجزع وإن بلغ غايته ونهايته، فآخر أمره إلى صبر الاضطرار، وهو غير محمود ولا مثاب عليه، فإنه استسلم للقدر رغم أنفه والصبر والاحتساب عواقبه محمودة ومثاب عليه في الدنيا والآخرة.



وبعد، فهذه بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلعل فيها سلوى لكل مبتلى صابر، ولعلها فيها كشف لكربته، فيحتسب مصيبته ويرضى بما قسمه الله له، فلعل له عند الله منزلة لا يبلغها بعمله. فما يزال الله يبتليه بحكمته بما يكره، ويصبره على ما يبتليه حتى يبلغه تلك المنزلة التي سبقت له من الله، كما جاء في الحديث الذي أخرجه أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده؛ [قال أبو داود: زاد نُفيل: "ثم صبره على ذلك]، حتى يُبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى".



سؤال يبحث عن إجابة: هل المؤمن يثاب ويؤجر على المصيبة أم على الصبر عليها والرضا؟

اختلف أهل العلم في ذلك على قولين:

القول الأول: أنه لا ثواب للمصاب إلا على الصبر، واستدلوا بقول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (الزمر: 10)، ويجيب عن هذا سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله، فيقول: "إنه لا يؤجر على المصائب؛ لأن الأجر يكون من الكسب، والمصائب ليست من الكسب، بل الأجر على الرضا والصبر"؛ اهـ؛ أي: إن الثواب إنما يكون على فعل العبد لا على فعل الله فيه، وقد قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ (سورة البقرة: 156، 157).



فما حصل من صلاة ورحمة وهداية، إنما هو بسبب استرجاعهم، وكذلك حديث أبي طلحة الخولاني رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد".



وحكي الخطابي رحمه الله عن غيره: "إن المرء لا يؤجَر على المصيبة؛ لأنها ليست من صُنعه، وإنما يؤجر على حسن تثبته وجميل صبره".



وكذلك قال القرطبي رحمه الله في المفهم: "إنه لابد من الصبر والاحتساب على المصيبة حتى يؤجر العبد، واستدل بقول الله تعالي: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ (سورة البقرة: 155، 156).



القول الثاني: إن المصاب يثاب على كل مصيبة تنزل به، واستدلوا بقول الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾ (التوبة: 120).



وعند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم"، وقد تعقب ابن حجر رحمه الله القرطبي فقال: "الأحاديث صحيحة صريحة في حصول الأجر بمجرد حصول المصيبة، أما الصبر والرضا فقدر زائد يمكن أن يثاب عليها زيادة على ثواب المصيبة".



وقال القرافي رحمه الله: "المصائب كفارات جزمًا، سواء اقترن بها الرضا أم لا، ولكن إذا اقترن بها الرضا عظم التكفير وإلا قلَّ"؛ اهـ.



والتحقيق أن المصيبة كفارة لذنبٍ يوازيها، وبالرضا يؤجر على ذلك، فإن لم يكن للمصاب ذنب عوض عن ذلك بالثواب بما يوازيه.



فالمصائب كفارات للذنوب، فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها".



أما الأجر والثواب فلا يكون إلا مع الصبر والرضا، فقد أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل قال: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة ـ يريد عينيه"، وعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".



ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في" مجموع الفتاوى: 10/ 124":

المصائب التي تجري بلا اختيار العبد: كالمرض، وموت العزيز عليه، وأخذ اللصوص ماله، إنما يثاب على الصبر عليها، لا على نفس ما يحدث من المصيبة، لكن المصيبة يكفر بها خطاياه، فإن الثواب إنما يكون على الأعمال الاختيارية وما يتولد منها.



tqhzg hgwfv td hgskm hgkf,dm hglfhv;m (1)





رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 08:00 PM   #2


الصورة الرمزية عازف الليل
عازف الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Apr 2025
 أخر زيارة : يوم أمس (11:59 PM)
 المشاركات : 9,830 [ + ]
 التقييم :  900
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Chocolate
افتراضي



سلمت يداك على روعة الطرح
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
أسأل الباري لك سعادة دائمة


 

رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 09:12 PM   #3


الصورة الرمزية عاشق الليل
عاشق الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 13
 تاريخ التسجيل :  Apr 2025
 أخر زيارة : اليوم (12:16 AM)
 المشاركات : 14,559 [ + ]
 التقييم :  110
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جزاكم الله خير الجزاء
وجعله الله فى ميزان حسناتكم
ورزقكم الفردوس العلا من الجنة
دمتم بحفظ الرحمن




 

رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 09:44 PM   #4


الصورة الرمزية نـور ألقمر ♡
نـور ألقمر ♡ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  Apr 2025
 أخر زيارة : اليوم (02:51 AM)
 المشاركات : 19,751 [ + ]
 التقييم :  1120
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Pink
افتراضي



طرح في غايه الروعه والجمال
سلمت اناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار



 

رد مع اقتباس
قديم اليوم, 12:22 AM   #5


الصورة الرمزية رفيق الالم
رفيق الالم متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل :  Apr 2025
 أخر زيارة : اليوم (03:06 AM)
 المشاركات : 22,841 [ + ]
 التقييم :  120
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي

















..




بارك الله فيك على الطرح الطيب
وجزاك الخير كله .. واثابك
ورفع من قدرك
ووفقك
الله لمايحبه ويرضاه
دمت بحفظ الله
ورعايته
























 

رد مع اقتباس
إضافة رد

فضائل الصبر في السنة النبوية المباركة (1)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع الحقوق محفوظة ل مملكة صفا القلوب