طيف
05-04-2025, 11:15 AM
عن أبي موسى الأشعري قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله أسأله لهم الحملان؛ إذ هم معه في جيش العسرة، فقلت: يا نبي الله، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم، فقال: «والله لا أحملكم على شيء»، ووافقته، وهو غضبان ولا أشعُر.
فرجعت حزينًا مِن منْع رسول الله، ومن مخافة أن يكون رسول الله قد وجد في نفسه عليَّ، فرجعت إلى أصحابي، فأخبرتهم الذي قال رسول الله، فلم ألبث إلا سويعةً إذ سمعت بلالًا ينادي: أي عبد الله بن قيس، فأجبتُه، فقال: أجب رسول الله يدعوك، فلما أتيت رسول الله، قال: «خذ هذين القرينين وهذين القرينين وهذين القرينين - لستة أبعرة ابتاعهنَّ حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك.
فقل: إن الله يحملكم على هؤلاء فاركبوهنَّ»، فانطلقت إلى أصحابي بهنَّ، فقلت: إن رسول الله يحملكم على هؤلاء، ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله حين سألته لكم، ومنعه في أول مرة، ثم إعطاءه إياي بعد ذلك، لا تظنوا أني حدثتكم شيئًا لم يَقُلْه، فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلنَّ ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله، ومنعه إياهم، ثم إعطاءهم بعدُ، فحدَّثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى.
وعن كعب بن مالك قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور سيدنا وكبيرنا، فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة، قال البراء لنا: يا هؤلاء، إني قد رأيت رأيًا، فوالله ما أدري أتوافقونني عليه أم لا؟ قلنا: وما ذاك؟ قال: قد رأيت ألا أدَع هذه البنية مني بظهر - يعني الكعبة - وأن أصلي إليها، فقلنا: والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه، فقال: إني لمصلٍّ إليها فقلنا له: لكنا لا نفعل، فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام، وصلى إلى الكعبة، حتى قدمنا مكة.
وقد كنا قد عتبنا عليه ما صنع، وأبى إلا الإقامة على ذلك، فلما قدمنا مكة قال لي: يا بن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله حتى نسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله لقد وقع في نفسي منه شيء، لما رأيت من خلافكم إياي فيه، فخرجنا نسأل عن رسول الله وكنا لا نعرفه، لم نرَه قبل ذلك، فلقينا رجلًا من أهل مكة، فسألناه عن رسول الله، فقال: هل تعرفانه؟ قلنا: لا، قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قلنا: نعم - وقد كنا نعرف العباس، كان لا يزال يقدم علينا تاجرًا - قال: فإذ دخلتما المسجد، فهو الرجل الجالس مع العباس، قال: فدخلنا المسجد، فإذا العباس جالس، ورسول الله جالس معه، فسلمنا، ثم جلسنا إليه.
فقال رسول الله للعباس: ((هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟»، قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيد قومه، وهذا كعب بن مالك، فوالله ما أنسى قول رسول الله: ((الشاعر؟))، قال: نعم، فقال له البراء بن معرور: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام، فرأيت ألا أجعَل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء، فما ترى يا رسول الله؟
قال: قد كنت على قبلة لو صبرتَ عليها، فرجع البراء إلى قبلة رسول الله، وصلى معنا إلى الشام، وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلم به منهم، والله أعلم، وصلى الله على محمد.
اللهم اسلُك بنا سبيل الأبرار، واجعلنا من عبادك المصطفين الأخبار، وامنُن علينا بالعفو والعتق من النار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فرجعت حزينًا مِن منْع رسول الله، ومن مخافة أن يكون رسول الله قد وجد في نفسه عليَّ، فرجعت إلى أصحابي، فأخبرتهم الذي قال رسول الله، فلم ألبث إلا سويعةً إذ سمعت بلالًا ينادي: أي عبد الله بن قيس، فأجبتُه، فقال: أجب رسول الله يدعوك، فلما أتيت رسول الله، قال: «خذ هذين القرينين وهذين القرينين وهذين القرينين - لستة أبعرة ابتاعهنَّ حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك.
فقل: إن الله يحملكم على هؤلاء فاركبوهنَّ»، فانطلقت إلى أصحابي بهنَّ، فقلت: إن رسول الله يحملكم على هؤلاء، ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله حين سألته لكم، ومنعه في أول مرة، ثم إعطاءه إياي بعد ذلك، لا تظنوا أني حدثتكم شيئًا لم يَقُلْه، فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلنَّ ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله، ومنعه إياهم، ثم إعطاءهم بعدُ، فحدَّثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى.
وعن كعب بن مالك قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور سيدنا وكبيرنا، فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة، قال البراء لنا: يا هؤلاء، إني قد رأيت رأيًا، فوالله ما أدري أتوافقونني عليه أم لا؟ قلنا: وما ذاك؟ قال: قد رأيت ألا أدَع هذه البنية مني بظهر - يعني الكعبة - وأن أصلي إليها، فقلنا: والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه، فقال: إني لمصلٍّ إليها فقلنا له: لكنا لا نفعل، فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام، وصلى إلى الكعبة، حتى قدمنا مكة.
وقد كنا قد عتبنا عليه ما صنع، وأبى إلا الإقامة على ذلك، فلما قدمنا مكة قال لي: يا بن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله حتى نسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله لقد وقع في نفسي منه شيء، لما رأيت من خلافكم إياي فيه، فخرجنا نسأل عن رسول الله وكنا لا نعرفه، لم نرَه قبل ذلك، فلقينا رجلًا من أهل مكة، فسألناه عن رسول الله، فقال: هل تعرفانه؟ قلنا: لا، قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قلنا: نعم - وقد كنا نعرف العباس، كان لا يزال يقدم علينا تاجرًا - قال: فإذ دخلتما المسجد، فهو الرجل الجالس مع العباس، قال: فدخلنا المسجد، فإذا العباس جالس، ورسول الله جالس معه، فسلمنا، ثم جلسنا إليه.
فقال رسول الله للعباس: ((هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟»، قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيد قومه، وهذا كعب بن مالك، فوالله ما أنسى قول رسول الله: ((الشاعر؟))، قال: نعم، فقال له البراء بن معرور: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام، فرأيت ألا أجعَل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء، فما ترى يا رسول الله؟
قال: قد كنت على قبلة لو صبرتَ عليها، فرجع البراء إلى قبلة رسول الله، وصلى معنا إلى الشام، وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلم به منهم، والله أعلم، وصلى الله على محمد.
اللهم اسلُك بنا سبيل الأبرار، واجعلنا من عبادك المصطفين الأخبار، وامنُن علينا بالعفو والعتق من النار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.